خرجت جماهير الكرة المصرية بجميع انتماءاتها سعيدة بالمستوي الذي قدمه قطبا الكرة المصري الزمالك والأهلي في مباراة القمة رقم 105 ليعبر عن واحدة من اقوي دربيات القاهرة علي مر التاريخ.
وكان لمدافعي الفريقين الكلمة العليا فيما أتت به المباراة من أحداث توالت طوال شوطي المباراة سجلت معها عقارب الساعة لحظات مجنونة ذهبت بها النتيجة وعادت في فترات قد تكون الأفضل هذا الموسم للفريقين.
فالأهداف الستة التي سجلت في المباراة كانت جميعها من أخطاء وتراجع دفاعي للأهلي والزمالك، حيث أعطي تذبذب مستوي الخط الخلفي للفريقين الفرصة للاعبي وسط وهجوم الأحمر والأبيض في ممارسة مهامهما بسهولة ويسر، وهو ما أضفي علي المباراة إثارة وتقارب في المستوي علي فترات متفاوتة.
وفنيا، لم يكن الخط الخلفي للزمالك أفضل حالا من نظيره في الأهلي، ولم يظهر منه سوي فتح الله، فالزمالك استطاع التقدم ثلاث مرات في أوقات تعتبر من أفضل الدقائق التي يستطيع فيها أي فريق التسجيل والتقدم وتصدير الضغط علي الفريق المنافس.
أخطاء الشوط الأول
فشهدت الدقيقة الأولي أول هجمة بيضاء علي المرمي الأحمر وتمكن احمد جعفر من التسجيل من خطأ دفاعي لوائل جمعة ومن قبله عبدالله فاروق الذي ترك شيكابالا يحول الكرة العرضية بسهولة، وفي وقت كان مدافعو الأهلي بالكامل مازالوا في مرحلة التمركز مع بداية المباراة وهو ما أعطي إشارة بأن الجميع سيشاهد لقاء فوق العادة.
وواصل الزمالك غارته الهجومية التي تصدي لها احمد عادل بمفرده ولم يكن احد ليلومه إذا ما سكنت شباكه إحداها وأعلنت عن نهاية المباراة مبكرا في ظل غياب وارتباك غير مبرر للدفاع الأهلاوي.
وبمرور الوقت، انتقلت العدوى إلي صفوف دفاع الزمالك، فبعد مرور ربع ساعة ووسط رفض أهلاوي لما يحدث، تمكنت خبرة وسط وهجوم الأهلي من التعادل من ضربة ثابتة تسبب فيها المدافع احمد غانم سلطان بعد خطأ مع عماد متعب الذي استغل "شعبطة" عمرو الصفتي - المدافع الآخر للزمالك - وعدم تركيزه في إخراج الكرة قبل أن تصل لرأس متعب مسجل هدف التعادل.
ويتزايد النبض داخل مدرجات الملعب بعد هدف الأهلي، حيث عاد الزمالك مجددا لمحاولات التقدم وكان وسط الأهلي في هذا الوقت قد استعاد ذاكرته في منع شن الهجمات علي مرمي احمد عادل، ولكن قام الدفاع من جديد بإكرام مهاجمي الزمالك وترك غانم سلطان وحيدا يتلقى تمريرة اديكو وينفرد ويسلم الكرة بسهولة لحسين ياسر، كل ذلك ولم يحاول دفاع الأهلي بأكمله في التصدي لفردين من الزمالك.
وفي لحظة تجلي، واصلت حالة التوهان في السريان داخل خطوط الزمالك مثلها مثل الأهلي، فالفريق المتقدم يجب أن يدافع عن هدفه في ظل الضغط الواقع علي المنافس الباحث عن التعادل، ولكن خبرة بركات أعطت الأهلي مجددا التعادل قبل نهاية الشوط الأول بمرور سلس من سلطان، ثم تصدي من عبدالواحد لتصل الكرة إلي متعب مستغلا غياب تام لوسط ودفاع الزمالك الذي ترك الكرة في منطقة خطرة.
أخطاء الشوط الثاني
وجاء الشوط الثاني علي خلاف الأول، حيث غلب الأداء التكتيكي بعد أن تأكد كل فريق أن الآخر يمكنه اختراق دفاعاته بكل سهولة، وفي الوقت الذي قنع الجميع بأن التعادل هو ما ستنتهي إليه المباراة، إذا بأحمد جعفر يتلقى تمريرة في عمق دفاع الأهلي المتفرج والذي تكررت معه تلك اللعبة أكثر من مرة ولم يفطن لها، ليسدد الكرة ضعيفة أهداها احمد عادل لعبد الشافي الذي لم يرفض الهدية وتقدم لفريقه مرة ثالثة.
ومرة أخري، لم يستطع الزمالك الحفاظ علي تقدمه علي الرغم من حالة الإحباط التي سرت في نفوس الأهلاوية إلا قليلا منهم، حيث كان هدف الزمالك الثالث قبل النهاية بعشر دقائق فقط.
وتواصلت هفوات غانم سلطان للمرة الثالثة علي الرغم انه أدي مباراة جيدة هجوميا، إلا إن كل ذلك لن يشفع خطأه في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع حينما اهدي الكرة ببراعة إلي متعب المنفرد والذي تصدي له عبدالواحد ليظهر بركات ويتقمص دور البطولة ويراوغ – غانم سلطان – ويسدد بمنتهي التركيز في المرمي، مطلقا رصاصة سكنت القلوب البيضاء وأسعدت القلوب الحمراء لتنتهي القصة الدرامية التي أرهقت اللاعبين من اجل إسعاد الجماهير.. فشكراً للمدافعين.